التغيير والجرأة حين يجتمعان يكون النجاح ثالثهما، ففي تجربة جديدة، قدم الفنان حسن الشافعي بالاشتراك مع نجم فرقة وسط البلد هاني عادل، احدى أهم قصائد الأدب الصوفي والتي كتبها الشاعر السوري الأصل المصري المنشأ شرف الدين عمر بن الفارض في أوائل القرن الثالث عشر، تحت عنوان" قلبي يحدثني".
تبدأ القصيدة بمطلع يناجي فيه الشاعر الله قائلاً "قلْبي يُحدّثُني بأنّكَ مُتلِفي * روحي فداكَ عرفتَ أمْ لمْ تعرفِ؛ ما لي سِوى روحي، وباذِلُ نفسِهِ، * في حبِّ منْ يهواهُ ليسَ بمسرفِ؛ فالعينُ تهوى صورة َ الحسنِ الَّتي * روحي بها تصبو إلى معنى ً خفي". قبل أن ينتقل الشاعر إلى الحديث عن ألم الفراق.
موسيقى حسن الشافعي والتوزيع هما أشبه بالعالمية، ثورة بالموسيقى والايقاع المتقن والمناسب للاغنية بجو يجمع عبق الزمن الماضي مع اهمية التجديد الحالي. وهو الذي عُرف بتقديمه لنمط موسيقي جديد في الشرق الأوسط، وتحويله للموسيقى الكلاسيكية والعربية إلى إيقاعات "فانك" و"هاوس" مبرمجة، حيث لطالما تميز أسلوبه الموسيقي بالعصرية، فضلاً عن شموله مختلف أنماط الموسيقى العالمية التي تم تعريبها لأول مرة على يديه.
وتعتبر قصيدة "قلبي يحدثني"، من أجمل ما كتب عمر بن الفارض من حيث اختيار الكلمات المزخرفة ذات الإيقاع اللحني للكلام بنفس طريقة كتابة الموشحات الأندلسية، وهو ما دفع بالكثيرين لغناء القصيدة وتردادها عن ظهر قلب.